آليات الأمن السيبراني ودورها في الحد من الهجمات الإلكترونية على المستوى الدولي

الملخص

ينطلق البحث من فكرة أن التقدم المتواتر في الجانب التكنولوجي والتقني ألقى بظلاله وبصورة مباشرة على مجمل العلاقات بين الدول على كافة المستويات، لا سيما المستوى الاستخباري والأمني والتقني، ذلك ان حماية المعلومات ذات العلاقة بالأمن القومي للدول هي التي يمكن من خلالها تحديد الأطر المنهجية للمضي قدمًا في الجوانب السياسية والاقتصادية ..الخ. من هنا يعد الأمن السيبراني سلاحًا مباشرًا للحد من ظاهرة الخروقات التي تهدد تلك المعلومات والتي انتقلت إلى مستويات متقدمة من خلال استخدامها في استهداف الدول في صميم بنيتها الأساسية، إذ انتقل مستوى الصراع  إلى ما يمكن تسميته بالحروب الالكترونية وهذا يبدو واضحًا وجليًا في حروب اليوم، إذ أصبحت الهجمات الإلكترونية المتخصصة جزءًا لا يتجزأ من أي صراع ينشأ في الآونة الأخيرة، والتي أدت إلى احداث شلل عام في منظومة المعلومات الاستخبارية والأمنية واختراقها على النحو الذي يجعلها مصدر قلق للدول، ذلك أنّ الأمن السيبراني يعد أعلى المراتب في سلم تهديد الأمن القومي للدول، وقد اعتمدت دول وتحاول دول أخرى إلى إيجاد مجموعة من الآليات الخاصة بالأمن السيبراني وتفعيل دور تلك الآليات من أجل الحد من تلك الهجمات، والتي أصبحت في وضع يجعل تلك الدول في ورطة أمنية واستخبارية جادة، لذا جاءت دراستنا من أجل إيجاد الأرضية المناسبة لتفعيل تلك الآليات وارشاد أصحاب الشأن والعلاقة للاستفادة منها، سيما وان موضوع البحث يعد جديد كليًا من حيث التهديدات التي يشكلها في حال تم اهماله.