غزليات العباس بن الأحنف 194هـ بين الشاعرية والسردية (مختارات من شعره)
الكلمات المفتاحية:
الغزل، العباس بن الأحنف ، الشاعرية، السرديةالملخص
يعد الغزل من أشهر الأغراض الشعرية التي شاعت في أوساط الشعر العربي على مر العصور، إذ كتب معظم الشعراء في هذا الغرض وبرعوا فيه، والعباس بن الأحنف أحد هؤلاء الشعراء الذين آثروا أن يكون الغزل غرضهم الفريد والمأثور فيما يكتبه من شعر، إذ لزم الغزل في شعره ولم يكتب في سواه من الموضوعات، إلّا أن غزله كان عفيفًا طاهرًا سواء أكان في محبوبته (فوز) أم في غيرها من النساء اللواتي وردت أسماؤهن في شعره. تتضح شاعرية العباس بن الأحنف من خلال ما صوره في شعره من لوحات غزلية تكشف عن الإبداع والتفنن في رسم صورة المحبوبة وما يعتريه من شوق وعناء بسبب صدّها وهجرانها، فوصف وشكا وتغزّل وكابد لوعة الفراق موظّفًا الفنون البلاغية المختلفة من جناس وطباق ومقابلة إلى جانب الصور الاستعارية والكنائية للتعبير عن عواطفه وأحاسيسه، فضلًا عن حضور مظاهر السرد في أشعاره متمثلة بعنصر الحوار الذي دار بينه وبين المحبوبة، وبين عينه وقلبه في بعض قصائده، مع حضور تقنيات السرد في شعره كالزمان والمكان، فجمع بين السردية الشعرية والبنية الحوارية ما أضاف الى شعره عمق التجربة ووضوح الرؤية بمنحها أبعادًا فنية تستمد بريقها من صوره الشعرية الى جانب مظاهر السرد التي طرّزت أشعاره موظّفًا إياها لاستثارة المشاعر وتحريك العواطف، ولاسيما أنه كتب بالغزل وآثره على باقي أغراض الشعر المعروفة، وقد أشاد به كثير من النقاد القدامى وبشعره مثل الجاحظ وأبو العباس بن المبرد وابراهيم بن العباس، وهذا إن دل على شيء إنّما يدل على منزلة العباس بن الأحنف بين الشعراء العباسيين وما حظي به شعره من شهرة واسعة في ميدان الغزل العذري العفيف.
