سياسة الولايات المتحدة الأميركية حيال الدولة العثمانية (1783-1830)

الملخص

تمتعت الدولة العثمانية بأهمية استراتيجية واقتصادية جعلتها محط أنظار القوى الدولية التي أخذت ترنو إليها منذ فترات طويلة، ومنذ أواخر القرن الثامن عشر وجهت الولايات المتحدة الأميركية اهتمامها نحو الدولة العثمانية التي بدأت مكانتها بالتراجع منذ وقت ليس بالقليل. وعلى الرغم من أنّ المصالح الأميركية في بدايتها كانت متواضعة، إلا أنّها حقّقت حتى بدايات القرن العشرين تطورًا ملموسًا.

يتطرق هذا البحث ولو بشكل موجز إلى بواكير التغلغل الأمريكي في الولايات العثمانية 1783 -1830، إذ مثل التاريخ الأول نهاية الحرب الأهلية الأميركية وانعكاسها على التوسع الخارجي، في حين مثّل التاريخ الثاني عقد أول معاهدة رسمية بين البلدين وضعت أسس العلاقة بينهما. إذ أعطى هذا البحث تصوراً عاماً عن بدء النشاط الأميركي منذ نهاية القرن الثامن عشر وتطوره حتى عام 1830.

 قسم البحث إلى ثلاثة محاور رئيسة، سلط المحور الأول الضوء على التغلغل الأميركي في شمال أفريقيا، وتناول المحور الثاني بواكير العلاقات التجارية الأميركية – العثمانية، وكيف استطاعت الولايات المتحدة الأميركية أن تؤمن وجودها في البحر المتوسط عبر المعاهدات التي عقدتها مع قوى شمال أفريقيا، في حيت تناول المحور الثالث النشاط التبشيري الأميركي في الدولة العثمانية، ووضع اللبنات الأولى للتغلغل الأميركي فيها.