تحديات نشوء الحضارة الإسلامية في الأندلس في عصر الولاة (95 – 138هـ / 713 – 755م) في ضوء نظرية التحدي والاستجابة

المؤلفون

  • م. م. حسين سعد حنوف السويراوي كلّية التّربيّة للعلوم الإنسانيّة/ جامعة واسط – العراق مؤلف
  • أ. د. عقيل عبد الله ياسين العابدي كلية التربية للعلوم الإنسانيّة/ جامعة واسط - العراق مؤلف
  • مجلة ضياء الفكر للبحوث والدراسات مؤلف

الكلمات المفتاحية:

التحدي، الاستجابة، توينبي، الأندلس، الصفوة

الملخص

تهدف هذه الدراسة  للكشف عن أنّ نشأة الحضارات لا يتم في ظروف سهلة، بل يعزى إلى ظروف صعبة وقاسية تخلق للإنسان تحديات، فيعمل المجتمع على حشد قواه لمواجهتها ويستميت من أجل البقاء والحفاظ على كيانه. فإذا ما نجح في مواجهة هذه التحديات وتغلب عليها فأنّ قدرته الخلاقة تعمل على توليد ما يسمى بالحضارة ، إذاً التحدي هو مواجهة مع أمة من الأمم أو بيئة جغرافية أو أرض جديدة، تعمل على ردّ فعل بشري، تجعلهم ينهضون نحو الازدهار، و أنّه كلما ازداد التحدي اصبحوا اشدَّ عظمة، وبالتالي تكون الحضارة قوية روحيًا وثقافيًا، إذا جابهت بيئة قاسية، في حين أنّ البشر الذين يعيشون في ظروف ومناطق ميسرة تكون تلك البساطة والسهولة عدوة للحضارة.

وعمل " توينبي " على إعطاء التحدي بعداً فلسفياً متأثراً بالمصطلح الصيني المسمى “يين ويانغ”، ليثبت أن التحدي هو التكيف مع ظروف البيئة، لصالح العمل الحضاري الإنساني، أو تحقيقه للهدف. بناء الحضارة التي تولد قوة دافعة (استجابة للتحدي الذي يحولها من السكون إلى الحركة) تعمل على التحول من الركود إلى الحركة الدافعة في سلسلة متكررة في مواجهة التحديات، وتحول المجتمعات البدائية إلى حضارات من خلال الاستجابات الناجحة والتي تستمر في جميع مراحل الحضارة من النشوء إلى الانحلال. ومثال على ذلك المجتمعات التي استجابت لتحدي الجفاف بتغيير موطنها وطريقة حياتها، وكان هذا رد الفعل المزدوج النادر والعمل الديناميكي الذي خلقت الحضارات الصينية والمصرية والسومرية لإثبات أنّ الدافع نحو الحضارة ينمو بشكل إيجابي بما يتناسب مع تزايد صعوبة البيئة، وأنّ التحديات التي فرضتها البيئة القاسية على أبناء تلك المجتمعات البدائية هي التي أدّت إلى ولادة الحضارات الأصلية الأولى، وقد حدّد توينبي شرطاً مهماً يجب توافره في التحدي الناتج عن الاستجابة الناجحة، وهو أن التحدي لا ينبغي أن يكون بأقصى قوة، لأنه لا يولد الاستجابة المثلى، وإنّما يولد اليأس والقنوط، ويعمل على تدمير روح الطرف الآخر، ولا ينبغي أن يكون الأمر سهلاً ، لأنّ قصور التحدي يجعل الطرف الآخر عاجزاً عن قيامه باستجابة ناجحة، إذ تنشأ عنه الاستهانة والتقصير، ليفرض شرطاً مهماً في تولد أفضل استجابة ممكنه من خلال الحد الوسط الذي يكون عليه التحدي معبرًا عنه بالوسط الذهبي، أي أنّ التحدي يصل إلى درجة معقولة يعمل على استثارة الطاقات المبدعة في استجاباتها لذلك التحدي.

من خلال ما تمّ شرحه نجد أنّ قدرة الإنسان على التغلب على ظروف البيئة وقهرها، أو التكيف معها، سواء أكانت تلك البيئة جبلية، أو مناطق مستنقعات مائية، أو مناخًا باردًا أو حارًا، بما يعود بالنفع على الإنسان إن بالعمل الحضاري أو إنجازه، كل هذا يطلق عليه تحدي. ومن خلال بحثنا هذا سنعمل بمنهج مقارن يبين لنا مرحلة نشوء الحضارة في الأندلس في عصر الولاة وفق نظرية التحدي والاستجابة

المجلد الأول، عدد خاص، (2024)، مؤتمر بيروت العلمي الدولي الثاني للعلوم الإنسانية والصرفة (مجلة ضياء الفكر للبحوث والدراسات)

التنزيلات

منشور

2024-05-05

كيفية الاقتباس

تحديات نشوء الحضارة الإسلامية في الأندلس في عصر الولاة (95 – 138هـ / 713 – 755م) في ضوء نظرية التحدي والاستجابة. (2024). مجلة ضياء الفكر للبحوث والدراسات, 1(خاص), 327-344. https://ojs.diaalfekr.com/index.php/sjlb/article/view/26