خلاف النحاة حول جواز المحال عند ابن عصفور (ت: 669هـ) في شرح الجمل (دراسة تحليلية)

الملخص

ألزم العرب أنفسهم بقواعد وأقيسة متوارثة وضعت لصقل الكلام وتوازن دلالته، فكانت بمثابة عادات وتقاليد لغوية يفسد لأجلها ويبطل رأي من خرج عنها،  ويعدّ محالاً في عرف العربية غير جائز وممنوع باتفاق واجتماع تارة، وباختلاف وتخاصم في أخرى.

فإن كانت المدرسة واحدة فالمسامع تنوعت والأذواق العلمية اختلفت، جمعتهم  لغة ليست ككل اللغات كرمها الله وحفظها فحصرها صعب والإلمام فيها محال، نتج عن ذلك الاختلاف الأصل والصحيح والشائع،  يقابله فرع وغلط وقليل وأحيانا شاذ ونادر خارج عن الاطراد وما سمع عن العرب فمالت فئة تناصر الكثرة الشائعة الموافقة للقواعد وفق الزمان والمكان، وأخرى تناصر كل حرف سمع عن العرب ونسب لهم، فظهر على إثر ذلك محال لا يمكن تجاوزه يقابله جواز استدل به بالمسموع عن القرآن والحديث و بما قالته العرب في الشعر والنثر.